بكين 4 يناير 2023 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس الفلبيني فرديناند روموالديز ماركوس جونيور، في بكين اليوم (الأربعاء).
وماركوس هو أول زعيم أجنبي تستضيفه الصين في عام 2023. وهذه هي الزيارة الأولى له للصين بصفته رئيسا، وأول زيارة رسمية له إلى دولة خارج رابطة دول جنوب شرق آسيا.
وقال شي لماركوس "كل هذا يوضح تماما العلاقات الوثيقة بين الصين والفلبين، والمكانة المهمة التي يحتلها كل من البلدين في السياسة الخارجية للآخر".
رحلة لاقتفاء أثر التاريخ والتخطيط للمستقبل
قال شي إن الصين والفلبين جارتان قريبتان تقابلان بعضهما البعض عبر البحر. وفي تبادلاتهما طيلة ألف عام، ظلت النوايا الحسنة والمساعدة المتبادلة السمة المميزة للعلاقات الثنائية وإرثا ثمينا يعتز به الشعبان.
وأضاف شي أنه قبل ثمانية وأربعين عاما، أدرك والد الرئيس ماركوس جونيور والقادة الصينيون من الجيل الأقدم جيدا الوضع المتغير في ذلك الوقت. ولذلك، فقد اتبعوا اتجاه العصر واتخذوا القرار التاريخي بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وأضاف أنه على مدى نصف القرن الماضي منذ إقامة العلاقات، على الرغم من التغييرات في المشهد الدولي والسياسة الداخلية للفلبين، ظل الرئيس ماركوس جونيور وعائلته ملتزمين، كعهدهم دائما، بتعزيز الصداقة بين الصين والفلبين، وهو التزام لا يقدر بثمن.
وأعرب شي عن أمله في أن تكون هذه الزيارة رحلة لاقتفاء أثر التاريخ، والأهم من ذلك، أن تكون رحلة للتخطيط للمستقبل.
وقال شي إن الصين تعتبر الفلبين أولوية في دبلوماسية الجوار الصينية، وتتناول علاقاتها مع الفلبين من منظور استراتيجي وشامل. وأعرب شي عن استعداده للبقاء على اتصال استراتيجي منتظم مع الرئيس ماركوس جونيور، ووضع خطط شاملة لتنمية العلاقات الثنائية حتى يظل البلدان جارين جيدين يساعدان بعضهما البعض، وقريبين طيبين يتشاركان الألفة، وشريكين جيدين يسعيان إلى تعاون مربح للجانبين، ما يعود بالفائدة على الشعبين ويساهم بمزيد من الطاقة الإيجابية في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وأعرب ماركوس عن سعادته بالقيام بزيارة لطالما تطلع إليها، وهي أيضا أول زيارة دولة يقوم بها إلى دولة خارج الآسيان. وأعرب عن أمله في أن يثبت للعالم من خلال هذه الزيارة أن العلاقات الفلبينية-الصينية في حالة طيبة للغاية ومهمة للغاية أيضا، وأن الجانبين يوليان أهمية كبيرة لهذه العلاقات ويلتزمان بالارتقاء بها إلى مستوى جديد.
وقال ماركوس إنه على الرغم من مرور 48 عاما فقط منذ أقامت الفلبين والصين العلاقات الدبلوماسية، إلا أن الصداقة بين الشعبين مستمرة منذ أكثر من ألف عام. وشدد على فخره بكونه جزءا من تاريخ إقامة العلاقات الدبلوماسية، وأشار إلى المسؤوليات المهمة التي يتحملها للمضي قدما في الصداقة طويلة الأمد بين البلدين.
إمكانات هائلة للتعاون الثنائي
أكد شي أنه على الرغم من اختلاف الظروف الوطنية والنظم في كل من الصين والفلبين، فإن للبلدين أهدافا ومسارات تنموية متشابهة، وتتمتعان بإمكانات هائلة للتعاون.
وقال إن الجانبين بحاجة إلى تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الهيئات الحكومية، وبين المجلسين التشريعيين، وبين الأحزاب، لتشكيل قدر أكبر من التضافر بين استراتيجياتهما التنموية، والسعي إلى مزيد من التكامل في مسيرة التحديث لدى كل منهما، وخدمة التنمية والازدهار بشكل أفضل في كلا البلدين.
وقال شي إن الجانبين قد حددا الزراعة والبنية التحتية والطاقة والتبادلات الشعبية كأربعة مجالات ذات أولوية للتعاون. وأضاف أن تلك المجالات تمثل الركائز الأساسية لعلاقة التعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين والفلبين، ويجب بذل المزيد من الجهود لإنشاء جوانب ومعالم نمو جديدة في هذه المجالات.
وقال شي إنه بينما تحقق الصين تقدما في النهوض بالريف على نحو شامل، وتتحرك بشكل أسرع لبناء قوة البلاد في الزراعة، فهي على استعداد لمساعدة الفلبين في التنمية الزراعية والريفية، من خلال وسائل مثل تحويل المركز الفلبيني-الصيني للتكنولوجيا الزراعية إلى مشروع مميز، وتنفيذ التعاون في السلسلة الصناعية الكاملة، ما يشمل الاستنبات الزراعي وإنتاج المحاصيل الزراعية ومعالجتها وتخزينها، وتسريع التعاون في تكنولوجيا جيونتساو.
ودعا البلدين إلى تعزيز التعاون في البنية التحتية والارتباطية، ما يشمل التنفيذ الجيد لمشروعات التعاون الرئيسية في البنية التحتية "الصلبة"، وتوسيع نطاق التعاون في البنية التحتية "الناعمة" من بينها الاتصالات والبيانات الضخمة، والتجارة الإلكترونية، لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الفلبين.
وقال شي إن لدى الصين والفلبين الكثير مما يمكن تقديمه لبعضهما البعض في ما يتعلق بالتعاون في كل من الوقود الأحفوري والطاقة النظيفة. وأوضح أن الصين ستعمل مع الفلبين على مواصلة التعامل الصحيح مع القضايا البحرية من خلال المشاورات الودية، واستئناف المفاوضات حول التنقيب عن النفط والغاز، وتعزيز التعاون في استكشاف النفط والغاز في المناطق غير المتنازع عليها، وإجراء تعاون في مجال الطاقة الخضراء، ما يشمل الخلايا الكهروضوئية وطاقة الرياح ومركبات الطاقة الجديدة.
وقال الرئيس الصيني إن الصين ستواصل استيراد المزيد من المنتجات الزراعية والسمكية عالية الجودة من الفلبين، وستدعم الاستثمار والتعاون الصينيين في مجال الأعمال التجارية في الفلبين. وأوضح أن الجانبين بحاجة إلى تعميق التبادلات الشعبية على نحو شامل، وتوسيع نطاق التعاون في التعليم الأساسي والمهني، واستكشاف التعاون الابتكاري في مجالات مثل الأرصاد الجوية والفضاء.
وقال شي إن الصين ستواصل العمل مع الفلبين بشأن البحث والتطوير في مجال اللقاحات، وإنشاء نمط جديد من المساعدة المتبادلة والتعاون بين المقاطعات والمدن والمناطق والمحافظات في البلدين في ضوء نقاط القوة الصناعية المحلية. وأوضح أن الصين تتخذ خطوات استباقية لتكييف استجابتها لكوفيد-19 وتنسيقها بشكل أفضل مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بطريقة علمية، مضيفا أنه يمكن للشعبين الصيني والفلبيني استئناف التبادلات الوثيقة قريبا كما كانت الحال قبل الجائحة.
وقال ماركوس إن الفلبين مستعدة للعمل مع الصين على إطلاق العنان لإمكاناتهما، وزيادة إثراء العلاقات الثنائية، وتعميق التعاون في الزراعة، والبنية التحتية، والطاقة، والتبادلات الشعبية، والتجارة، والاستثمار، والعلوم والتكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي، من بين مجالات أخرى.
وقال ماركوس إن الصين هي أقوى شريكة للفلبين ولا شيء يمكنه أن يعيق استمرار وتنمية الصداقة الفلبينية الصينية. وأكد أن الفلبين تلتزم بسياسة صين واحدة، وعلى استعداد لمواصلة التعامل بشكل صحيح مع القضايا البحرية من خلال المشاورات الودية، واستئناف المفاوضات بشأن التنقيب عن النفط والغاز.
وشكر ماركوس الصين على تقديمها دعما قيما لبلاده في مكافحتها كوفيد-19. وأعرب عن أمله في توجُه المزيد من السياح والطلاب الصينيين إلى الفلبين وإجراء المزيد من التبادلات الشعبية عند انتهاء الجائحة، لإرساء أساس أكثر صلابة للتنمية طويلة الأجل للعلاقات الثنائية. وأعرب عن ثقته الكاملة في آفاق العلاقات الثنائية.
الصين والآسيان تركزان على التعاون والتنمية
شدد شي على أن التنمية في الصين والفلبين، وهما دولتان ناميتان في آسيا، تنبع من الجوار الودي ومن العلاقة بين البلدين في إطار الأسرة الآسيوية الكبيرة، التي تتميز بتعاون مربح للجميع.
وقال إن الصين ستعمل مع الفلبين ودول الآسيان الأخرى على التركيز على التعاون والتنمية، ودعم مركزية الآسيان في التعاون الإقليمي، ودفع المقترحات الخمسة بشأن بناء وطن مشترك معا، لضمان بقاء المنطقة بعيدا عن ظل الحرب الباردة وعن المواجهة بين التكتلات، وبقائها نموذجا رائعا للتنمية والازدهار.
وأوضح شي أن الصين تقدر دعم الفلبين لمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، مؤكدا أن الصين ستعمل مع الفلبين على تقديم دعم أكبر لبعضهما البعض، ودعم المصالح المشتركة للبلدين والدول النامية الأخرى، والدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، والمساهمة في تحسين الحوكمة الإقليمية والعالمية.
وقد أعرب ماركوس عن استعداده للتواصل الوثيق مع الرئيس شي، وإقامة تعاون أوثق على جميع الجبهات لفتح فصل جديد في علاقة التعاون الاستراتيجي الشامل الفلبينية-الصينية، وكذا استعداده لتسوية التحديات والقضايا المشتركة التي تواجه البلدين بطريقة أفضل، وتحقيق المزيد من الفوائد للشعبين، وتقديم مساهمة جديدة في إعادة ترسيخ مكانة المنطقة كمحرك رئيسي للاقتصاد العالمي.
وعقب المحادثات، شهد الرئيسان معا توقيع وثائق تعاون بشأن تعاون الحزام والطريق، والزراعة، وصيد الأسماك، والبنية التحتية، والتمويل، والجمارك، والتجارة الإلكترونية، والسياحة.
参考内容:
1月4日下午,国家主席习近平在人民大会堂同来华进行国事访问的菲律宾总统马科斯举行会谈。
习近平欢迎马科斯就任菲律宾总统后首次访华。习近平指出,这是你首次正式访问东盟以外国家,你也是今年中方接待的首位外国领导人。这充分体现了中菲关系的密切程度,也说明双方在彼此外交格局中占有重要位置。中菲是一衣带水的近邻。在两国上千年交往史上,以诚相待、守望相助始终是中菲关系主流,也是两国人民共有的宝贵精神财富。48年前,你的父亲同中国老一辈领导人洞察时局、顺应大势,共同作出中菲建交的历史性决定。此后近半个世纪,无论国际风云和菲律宾国内政局如何变化,你和你的家族一本初衷,矢志推动中菲友好,这份情谊弥足珍贵。希望你这次访华不仅是一次“怀旧之旅”,更是一次“开创之旅”。中方始终把菲律宾放在周边外交优先方向,坚持从战略和全局高度看待中菲关系。我愿同你保持经常性战略沟通,全面规划双边关系下步发展,做互帮互助的好邻居、相知相近的好亲戚、合作共赢的好伙伴,为两国人民带来更多福祉,为地区和平稳定贡献更多正能量。
习近平强调,中菲虽然国情不同、体制各异,但在追求发展的道路上目标相似、路径相通,合作潜力巨大。双方应该加强两国政府部门、立法机构、政党之间的交流互鉴,深化发展战略对接,在各自现代化进程中交融互促,更好助力两国发展繁荣。双方已经确立农业、基建、能源、人文四大重点合作领域,这是支撑中菲全面战略合作关系的四梁八柱,要下大力气培育增长点、打造新亮点。中国正在全面推进乡村振兴、加快建设农业强国,愿助力菲律宾农业农村发展,打造农技中心品牌项目,开展育种、生产、加工、储藏全产业链合作,加快推进菌草合作。扎实推进基础设施和互联互通领域合作,落实好重点项目“硬”基建合作,拓展电信、大数据、电子商务等“软”基建合作,带动菲律宾经济社会整体发展。中菲在传统化石能源和清洁能源方面开展合作具有互补优势。中方愿同菲方继续以友好协商方式妥善处理海上问题,重启油气开发谈判,推动非争议区油气开发合作,开展光伏、风能、新能源汽车等绿色能源合作。中国愿持续扩大进口菲律宾优质农渔产品,支持中国企业赴菲律宾投资兴业。双方要全方位深化人文交流,拓展基础教育、职业教育合作,探讨气象、航天等领域创新合作。中方愿同菲方持续开展疫苗研发合作,结合各自地方产业优势,打造两国省市区县互助合作新模式。中国正在主动优化调整防疫举措,更加科学统筹疫情防控和经济社会发展,相信不久两国人民又可以恢复到疫情之前那种密切的交流交往。
习近平强调,中菲同为亚洲发展中国家,我们的发展根植于睦邻友好的周边环境,根植于合作共赢的亚洲大家庭。中方愿同菲律宾及其他东盟国家聚焦合作与发展,维护好东盟在区域合作中的中心地位,推进“五大家园”建设,推动本地区摆脱冷战阴影,免于阵营对抗,持续成为发展繁荣高地。中方赞赏菲方支持全球发展倡议和全球安全倡议,愿同菲方一道,加大相互支持,维护两国和发展中国家共同利益,弘扬全人类共同价值,推动构建人类命运共同体,为完善地区和全球治理作出积极贡献。
马科斯表示,很高兴对中国进行期盼已久的访问,这是我首次对东盟以外国家进行国事访问,我希望通过此访向世界证明,菲中关系十分良好,也十分重要,双方都高度重视彼此关系,都致力于将菲中关系提升至新的高度。菲中建交虽然只有48年,但两国人民友谊已经跨越千年。我很荣幸当年参与了菲中建交历史,今天我将肩负起继续推进菲中传统友谊的重要责任。我期待同习近平主席保持密切沟通,全方位加强合作,开启菲中全面战略合作关系的新篇章,更好合作解决两国共同面临的挑战和问题,更好造福两国人民,也为推动本地区重新成为世界经济重要引擎作出新贡献。菲方愿同中方挖掘潜力,继续丰富两国关系内涵,深化农业、基建、能源、人文、贸易、投资、科技、数字经济等领域合作。相信今天我们共同见证签署的多份合作文件,将极大助力菲律宾国家经济发展。中国是菲律宾最强劲的合作伙伴,没有什么能够阻挡菲中友谊的延续和发展。菲方坚持一个中国政策。菲方愿继续通过友好协商妥善处理海上问题,同中方重启油气开发磋商。感谢中方为菲律宾抗击疫情提供的宝贵帮助。期待疫情过后,更多中国民众赴菲旅游和学习,两国人民往来更加密切,为两国关系长远发展奠定更加坚实牢固的基础。我对菲中关系发展前景充满信心。
会谈后,两国元首共同见证签署有关“一带一路”、农渔业、基础设施、金融、海关、电子商务、旅游等合作文件。
来源:新华网
编辑:马学军